في تصريح مثير للجدل، نفى عالم الآثار المصري الشهير، زاهي حواس، وجود مدينة قديمة مدفونة تحت الأهرامات في الجيزة. جاءت هذه التصريحات بعد تقارير إعلامية ومزاعم أثارها بعض الباحثين في الآونة الأخيرة حول اكتشاف مدينة قديمة تحت هذا المعلم التاريخي الشهير.
زاهي حواس، الذي يعتبر واحدًا من أبرز الخبراء في علم الآثار المصرية، أكد في مقابلة صحفية أنه لا يوجد دليل علمي أو أثري يدعم هذه الفرضية. وأوضح أن الأهرامات هي معالم تاريخية فريدة وبنيت لأغراض دينية ودفن الملوك، ولا يوجد أي إشارات إلى وجود مدينة تحتها. وأضاف أن أي تكهنات حول هذه الفكرة تعتبر غير دقيقة ولا تستند إلى أبحاث علمية موثوقة.
وقد كانت هناك تقارير في الآونة الأخيرة تشير إلى إمكانية وجود آثار لمدينة قديمة تحت الأهرامات استنادًا إلى نتائج بعض الدراسات والتحليلات التي أظهرت وجود تفاصيل غير معروفة تحت سطح الأرض في المنطقة المحيطة بالأهرامات. إلا أن حواس أكد أن جميع الدراسات التي تم إجراؤها حتى الآن لا تشير إلى وجود أي مدينة في المنطقة.
وأشار حواس إلى أن الأهرامات والمناطق المحيطة بها قد خضعت لعدة عمليات تنقيب وبحث مكثفة على مر السنين، وأن العلماء لم يعثروا على أي دليل يؤكد وجود مثل هذه المدينة. وأكد أن معظم الاكتشافات التي تمت في المنطقة كانت ترتبط بالمقابر والمعابد والأشياء التي تعود إلى الفراعنة.
وفي سياق متصل، شدد حواس على أهمية الحفاظ على التراث المصري والعناية بالمواقع الأثرية الهامة، مثل الأهرامات وأبو الهول، والتي تعد جزءًا من تاريخ مصر العريق. وأوضح أن أي اكتشافات جديدة يجب أن تكون مبنية على دراسات علمية دقيقة تتبع معايير البحث الأثري المعتمدة دوليًا.
ومن جانب آخر، كانت بعض الاكتشافات الحديثة قد أظهرت دلائل على وجود معابد وأماكن دفن فرعونية في المنطقة المحيطة بالأهرامات، ولكن حواس أصر على أن هذه الاكتشافات لا تشير إلى وجود مدينة تحت الأهرامات كما يروج له البعض. وأكد أن هذه المواقع كانت جزءًا من الأنشطة الدينية والجنائزية التي كانت تمارس في العصور الفرعونية.
وفي الختام، تظل الأهرامات واحدة من أعظم عجائب العالم القديمة، وجاذبية السياح والباحثين على حد سواء. ورغم ما تثيره من تكهنات وأبحاث، فإن تصريحات زاهي حواس تظل مرجعية في هذا المجال، حيث يعتبر من أقدم وأهم علماء الآثار الذين تخصصوا في تاريخ مصر الفرعونية، وامتلكوا خبرة واسعة في مجال التنقيب والبحث الأثري.
