في خطوة مذهلة ومذهلة، عرض الملياردير السعودي تركي آل الشيخ على الملاكم مايك تايسون مبلغ 700 مليون دولار مقابل الموافقة على مباراة ملاكمة حقيقية مع نجم اليوتيوب جيك بول. والمخاطر كبيرة: إذا فاز تايسون بالضربة القاضية في ثلاث دقائق أو أقل، فسيتم إلغاء المبلغ الضخم.
لا يختبئ آلالشيخ، وهو شخصية بارزة في مجال الرياضة والترفيه، وراء مباريات الملاكمة التي يسميها معارك جيك بول السابقة. ففي بيان صدر مؤخرًا، انتقد آلالشيخ أسلوب بول في الملاكمة، ووصفه بأنه “مؤسف” في الحلبة. وقال: “جيك بول مؤسف. لقد رأيت أسطورة يبلغ من العمر 58 عامًا يخسر عن طيب خاطر معركة في هوليوود أمام شاب يبلغ من العمر 27 عامًا من أجل المال. هذه ليست الطريقة التي يجب أن تكون عليها الملاكمة”.
ويشترط العرض المقدم لتايسون أن تكون المباراة شرعية: لا أحداث أو ترفيه، بل مباراة حقيقية بالمال والحماسة التي اشتهر بها تايسون. وأضاف آلالشيخ: “سأعرض على مايك تايسون 700 مليون دولار إذا وافق على خوض مباراة حقيقية مع جيك بول هذه المرة والفوز بالضربة القاضية في غضون ثلاث دقائق فقط. أنا أمارس الملاكمة منذ سنوات وأعرف ما يمكن أن يفعله مايك تايسون”.
مايك تايسون، الذي لا جدال في سمعته كواحد من أعظم وأشرس الملاكمين على مر العصور، لم يخض أي مصارعة احترافية منذ أكثر من عقد من الزمان، رغم عودته إلى الحلبة في عام 2020 لخوض مباراة استعراضية ضد الراحل روي جونز جونيور. وعلى الرغم من عمره – 58 عامًا الآن – لا يزال تايسون يتمتع بلياقة بدنية رائعة ويواصل التدريب. لا تزال قوته وسرعته الأسطورية، على الرغم من تراجعهما قليلاً عن ذروته، تجعله خصمًا خطيرًا في الحلبة.
من ناحية أخرى، صنع جيك بول لنفسه اسمًا في دوائر الملاكمة على الرغم من دخوله المثير للجدل إلى هذه الرياضة. بدأ بول مسيرته بعدة انتصارات بالضربة القاضية على مقاتلين سابقين في فنون القتال المختلطة وحتى بعض الملاكمين ذوي الخبرة، ويزعم منتقدو بول أن معاركه لم تكن أكثر من مجرد حيل دعائية مصممة لجذب الانتباه. أثارت انتصاراته الأخيرة، بما في ذلك الضربة القاضية لمقاتل UFC السابق تايرون وودلي، نقاشات حول هذا الموضوع أو ما إذا كان من الضروري مواجهة طاغية ملاكمة مثل تايسون.
ولكن احتمالات دخول بول إلى حلبة تايسون لخوض معركة حقيقية تزداد كلما راهننا بكثافة. ذلك أن مباراة الملاكمة الحقيقية من شأنها أن تقضي على التمثيليات وتجبر الرجلين على التنافس على أعلى مستوى في هذه الرياضة. وإذا وافق تايسون على التحدي، فلن يكون ذلك اختباراً لمهاراته المستعارة فحسب، بل إنه أيضاً فرصة له لتأمين واحدة من أكبر المكاسب في تاريخ شباك التذاكر. وبالنسبة لبول، فإن فرصة مواجهة تايسون في معركة حقيقية من شأنها إما أن تعزز مكانته كمقاتل جاد أو تكشفه كمجرد رجل استعراض عابر.
أما عن رد فعل جيك بول على هذا العرض، فليس من المعروف بعد ما إذا كان سيقبل التحدي. لم يسبق لبول أن أعرب علناً عن اهتمامه بمواجهة أسماء معروفة، لكنه سيكون على استعداد لمواجهة مقاتل متمرس مثل تايسون في نزال حقيقي غير مؤكد. وعلاوة على ذلك، يثير عرض آلالشيخ سؤالاً: هل سيستمر جيك بول في مطاردة خصوم أقل اقتناعاً أم أنه سيتقدم لمواجهة التحدي الأكبر في حياته المهنية؟
في الوقت الحالي، يعيش عالم الملاكمة حالة من الترقب والترقب. فهل سنشهد صراعاً حقيقياً بين الأجيال، حيث يواجه جيك بول الشاب المتهور منافسه المخضرم القوي مايك تايسون؟ الوقت كفيل بإثبات ذلك.