في حدث مذهل وغير متوقع، انتهى السجل المثالي للبطل الأسطوري فلويد مايويذر على يد جون جوتي الثالث بضربة قاضية في الجولة الثامنة. هذا الحدث لم يترك فقط عالم الملاكمة في حالة صدمة، بل أدى أيضًا إلى فوضى عارمة داخل القاعة، مما استدعى تدخل الشرطة، مع تسجيل خسائر تقدر بـ 35 مليون دولار في الرهانات.
المباراة التي هزت العالم
أقيم النزال المنتظر بين مايويذر وجوتي الثالث وسط ترقب شديد. دخل مايويذر الحلبة بصفته المرشح الأوفر حظًا، مع سجل مثالي بلغ 50-0، ومعروف بأسلوبه الدفاعي المميز. في المقابل، كان جون جوتي الثالث، حفيد زعيم العصابات الشهير، يعد المنافس الأقل حظًا.
طوال الجولات السبع الأولى، بدا أن النزال يسير وفق التوقعات. سيطر مايويذر بأسلوبه المميز، مستخدمًا حركاته الدفاعية وضرباته الدقيقة. ولكن الأمور تغيرت تمامًا في الجولة الثامنة.
تمكن جوتي الثالث من توجيه ضربة قوية على الجانب الأيمن، أصابت مايويذر بشكل غير متوقع وأسقطته أرضًا. انفجرت الجماهير في صدمة بينما بدأ الحكم العد التنازلي. كانت هذه المرة الأولى في مسيرة مايويذر اللامعة التي يتعرض فيها لهزيمة، مما ترك عالم الملاكمة في حالة ذهول.
الفوضى بعد النزال
لم تنته الدراما مع الضربة القاضية. تفاقمت التوترات بين فريقي كلا الملاكمين، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة داخل القاعة. واجه الأمن صعوبة في السيطرة على الوضع، بينما انخرط المشجعون في الفوضى. تصاعدت الأمور إلى حد استدعى تدخل الشرطة المحلية لإعادة النظام.
وفقًا للتقارير، تسببت الفوضى في أضرار كبيرة داخل القاعة، وتم القبض على عدة أشخاص بسبب الأحداث.
كان التأثير المالي للنزال ضخمًا بنفس القدر. تشير التقارير إلى أن خسائر الرهانات بلغت 35 مليون دولار، حيث صُدم المراهنون الذين وثقوا في فوز مايويذر. هذه الخسارة تمثل واحدة من أكبر الخسائر في تاريخ الرهانات الرياضية.
وأفادت التقارير أيضًا أن مايويذر قد راهن بمبلغ كبير على فوزه، مما زاد من مرارة الخسارة المالية التي تعرض لها.
تدفقت ردود الأفعال من الجماهير والمحللين والأساطير في عالم الرياضة، حيث وصف الكثيرون هذا النزال بأنه “نهاية عصر عظيم” في الملاكمة.
علق مايك تايسون قائلاً: “إنه تذكير بأن لا أحد يبقى على القمة إلى الأبد. لقد كانت مسيرة فلويد مذهلة، لكن هذا يمكن أن يحدث لأي منا.”
في حين كتب ماني باكياو، أحد أبرز منافسي مايويذر: “أحترم فلويد لما حققه في مسيرته. لقد فاجأ جوتي الجميع، بمن فيهم أنا.”
صعود جون جوتي الثالثبالنسبة لجون جوتي الثالث، فتحت هذه الانتصار أبواب المجد. ورغم أن بعض النقاد وصفوا الفوز بأنه ضربة حظ، إلا أن آخرين أشادوا بإصراره واستعداده للنزال.
وفي تصريحاته بعد النزال، قال جوتي: “لقد عملت طوال حياتي من أجل هذه اللحظة. كنت أعلم أنه يمكنني التغلب عليه إذا بقيت مركزًا. إنه لشرف كبير أن أشارك الحلبة مع أسطورة مثل فلويد مايويذر.”
على الرغم من الهزيمة المدوية، ظهر مايويذر متماسكًا خلال المؤتمر الصحفي بعد النزال.
قال مايويذر: “هذه هي طبيعة اللعبة. لقد كانت لي مسيرة مذهلة، لكن اليوم لم يكن يومي. تحية لجوتي لاستغلاله الفرصة وجعلها تصب لصالحه.”
ورغم أنه لم يعلن رسميًا اعتزاله، ألمح مايويذر إلى أن هذه قد تكون آخر مرة يظهر فيها في الحلبة.
من المؤكد أن تداعيات هذا النزال ستؤثر على مشهد الملاكمة لسنوات قادمة. بالنسبة لمايويذر، يبقى السؤال الكبير ما إذا كان سيطالب بمباراة إعادة أو سيقرر تعليق قفازيه للأبد.
أما بالنسبة لجوتي الثالث، فإن هذا الفوز يضعه على طريق الشهرة، مع احتمالية تنظيم نزالات ضخمة في المستقبل القريب.
يمثل انتهاء السجل المثالي لمايويذر نقطة تحول ليست فقط في مسيرته، بل في تاريخ الملاكمة. سيُذكر الانتصار المفاجئ لجون جوتي الثالث كواحد من أكثر الليالي إثارة وفوضوية في هذه الرياضة.
سيظل النزال في لاس فيغاس رمزًا لسجلات محطمة، وثروات مفقودة، وإرث تغير للأبد.