في تحول صادم للأحداث، يواجه ملاكم الوزن الثقيل الأسطوري مايك تايسون دعوى قضائية بقيمة 1.6 مليون دولار بسبب انتهاكه المزعوم لعقد قتال اليوتيوبر جيك بول. تزعم الدعوى القضائية، التي تم رفعها في وقت سابق اليوم، أن تايسون تراجع عن اتفاق للدخول إلى الحلبة مع بول، مما قد يؤدي إلى سحق واحدة من أكثر المعارك المتوقعة في تاريخ الرياضات القتالية الحديثة.

اندلعت الدراما القانونية بعد فشل تايسون (57 عامًا) في الوفاء بعقد تم توقيعه لتسهيل مباراة ملاكمة رفيعة المستوى بينه وبين جيك بول. وفقًا للدعوى القضائية، وافق تايسون على خوض مباراة احترافية مع نجم اليوتيوب البالغ من العمر 26 عامًا والتي ستولد اهتمامًا كبيرًا داخل وخارج عالم الملاكمة.

لقد اكتسب جيك بول شهرة واسعة من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها والتي جعلته يدخل عالم الملاكمة، ولقد طالب منذ فترة طويلة المقاتلين المخضرمين بإثبات جدارتهم كمنافسين شرعيين. ومع ربط اسم تايسون بالمباراة، شعر العديد من المشجعين بسعادة غامرة لفكرة مشاهدة مواجهة بين اثنين من أكثر الشخصيات شهرة في عالم الرياضات القتالية. ومع ذلك، فإن انسحاب تايسون المفاجئ من المباراة ترك المشجعين في حالة من خيبة الأمل وأثار تساؤلات جدية حول الظروف المحيطة بالصفقة.

ظل معسكر تايسون صامتًا بشأن تفاصيل انسحابه من القتال. يزعم بعض المصادر القريبة من الملاكم أن عمر تايسون وصحته كانا عاملين في قراره بالانسحاب، بينما يشير آخرون إلى وجود خلافات حول الشروط المالية للقتال. عاد تايسون، الذي كان خارج حلبة الملاكمة الاحترافية لأكثر من عقد من الزمان، إلى مباريات العرض في عام 2020 عندما قاتل روي جونز جونيور في نزال غير تنافسي حظي بتغطية إعلامية كبيرة. ومع ذلك، فإن فكرة مواجهة مقاتل شاب وسريع ومصمم مثل جيك بول كانت على ما يبدو جسرًا بعيدًا جدًا بالنسبة لتايسون المسن.

انتقد جيك بول، الذي هزم عددًا من الملاكمين السابقين في مسيرته في الملاكمة، تايسون مرارًا وتكرارًا لعدم تنفيذ الصفقة، ووصفها بأنها خطوة “جبانة”. في بيان عام، قال بول: “كنت أتطلع إلى قتال أحد أعظم الملاكمين على الإطلاق، لكن يبدو أن تايسون لم يستطع تحمل الحرارة. لقد وقع العقد والآن يتراجع لأنه يعرف أنني كنت سأهزمه بالضربة القاضية”.
وتطالب الدعوى القضائية، التي رفعها طرف لم يتم الكشف عنه، بتعويض قدره 1.6 مليون دولار من مايك تايسون، مدعيا أن خرقه للعقد تسبب في أضرار مالية كبيرة للمروجين ومنظمي الحدث وجميع الأطراف المعنية. ولا يعكس المبلغ الالتزامات التعاقدية التي يُزعم أن تايسون انتهكها فحسب، بل يعكس أيضًا الإيرادات المفقودة من مبيعات التذاكر والحملات الترويجية وحقوق وسائل الإعلام المرتبطة بالمباراة.
إذا ثبتت مسؤولية تايسون، فقد يكون للدعوى القضائية عواقب مالية خطيرة على بطل الوزن الثقيل السابق. وقد يواجه المقاتل، الذي واجه مشاكل مالية في الماضي، الآن معركة قانونية باهظة التكلفة قد تلطخ سمعته أكثر وتعيق أي مشاركات مستقبلية محتملة في عالم الرياضة.
كان جيك بول شخصية مثيرة للجدل في عالم الملاكمة. يزعم المنتقدون أن صعوده إلى الشهرة كان مبنيًا على شهرته على وسائل التواصل الاجتماعي وليس على مهارات الملاكمة الحقيقية، لكن بول أظهر باستمرار قدراته في الحلبة، حتى أنه حقق انتصارات على مقاتلين محترفين سابقين. كان من المفترض أن تكون مباراته مع تايسون لحظة حاسمة في مسيرته في الملاكمة، حيث قدمت له الفرصة لمواجهة أحد أساطير هذه الرياضة.
ولم يهدر معسكر بول أي وقت في الاستفادة من الموقف. ففي تغريدة بعد وقت قصير من انتشار الخبر، كتب بول: “كان من الممكن أن يصبح تايسون جزءًا من التاريخ، لكنه الآن سيُذكر بتراجعه عندما ساءت الأمور. لست مندهشًا”. ومن المرجح أن تؤدي تداعيات هذه المباراة الفاشلة إلى زيادة الاهتمام الإعلامي بمسيرة بول، حيث يتساءل الكثيرون الآن عن خصمه التالي.
بالنسبة لمايك تايسون، أثارت الدعوى القضائية والدراما التي تلتها تساؤلات حول مستقبله في الملاكمة. وبينما يظل تايسون أحد أكثر الشخصيات شهرة في هذه الرياضة، فإن قراره بالابتعاد عن هذه المعركة بالذات قد يكون له عواقب بعيدة المدى على إرثه. وبينما يناقش المشجعون والمعلقون على حد سواء ما إذا كان وقت أسطورة الملاكمة في الحلبة قد انتهى حقًا، يبدو أن مسيرة تايسون تدخل فصلًا جديدًا – فصلًا قد يتميز بمعارك قانونية أكثر من الضربات القاضية.
تُذكِّرنا هذه الدعوى القضائية ضد مايك تايسون بطبيعة عالم الملاكمة غير المتوقعة أحيانًا، حيث قد تؤدي المفاوضات والعقود والانسحابات في اللحظة الأخيرة إلى تحويل ما يبدو وكأنه أمر مؤكد إلى دراما قانونية. بالنسبة لجيك بول، قد يكون هذا فصلًا آخر في صعوده المثير للجدل إلى الشهرة، بينما بالنسبة لتايسون، فهي طفرة أخرى في مسيرته المهنية المتقلبة.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الدعوى القضائية ستنجح في تأمين تعويضات بقيمة 1.6 مليون دولار، ولكن الدراما المحيطة بمعركة تايسون وبول ــ أو عدم وجودها ــ استحوذت بالفعل على اهتمام عشاق الرياضة في مختلف أنحاء العالم. وهناك أمر واحد واضح: عالم الرياضات القتالية لا يخلو أبدا من المفاجآت.