في ديسمبر 2019، قام فريق دولي من علماء الآثار بقيادة الدكتور أحمد المصري، الخبير الشهير في الحضارة المصرية القديمة، بحفر مقبرة مدفونة تحت 10 أمتار من الرمال في منطقة سقارة، بالقرب من مدينة منف القديمة. لقد فاجأ هذا الاكتشاف المجتمع العلمي.
عثر علماء الآثار داخل مقبرة حجرية ضخمة على عظام عديدة تعود لأفراد عملاقين، يقدر طولهم بين 2.7 إلى 3 أمتار. تم الحفاظ على العديد من عظام الساق والذراع والضلوع بشكل جيد للغاية بفضل المناخ الجاف والختم المحكم للقبر.
يشير حجم العظام إلى أن هؤلاء الأفراد ربما عاشوا منذ حوالي 5000 عام، بالتزامن مع فترة ما قبل الأسرات في مصر. وأكدت طرق تأريخ الكربون 14 أن عمر البقايا يتراوح بين 4800 و5200 عام.
وتتباين العظام التي تم العثور عليها بشكل ملحوظ مع البقايا الشائعة الموجودة في المنطقة. وبالإضافة إلى حجمها الهائل، أظهرت بعض العظام علامات تعزيزات معدنية، ما يشير إلى أن هذه “العمالقة” ربما وصلت إلى مستوى من التكنولوجيا المتقدمة.
تشير المنحوتات والقطع الأثرية الموجودة في المقبرة إلى أن الطقوس الجنائزية كانت تُنفذ بتفاصيل دقيقة. ويوجد في وسط المقبرة تمثال غامض يصور شخصيات عملاقة ترتدي رموزًا غير عادية على رؤوسها، مما يذكرنا بأساطير “العمالقة” في الثقافة الشعبية.
يتجادل علماء الآثار حول أصل هذه العمالقة. تشير إحدى النظريات إلى أنهم كانوا مجموعة خاصة عاشت في مصر خلال فترة ما قبل الأسرات وربما عانت من طفرات جينية أو تأثرت بعوامل بيئية غير عادية.
من ناحية أخرى، يقترح بعض العلماء نظرية أكثر جرأة، حيث يشيرون إلى أن هؤلاء الأفراد قد يكونون مهاجرين من حضارة مختلفة تمامًا، نظرًا لأن العناصر الثقافية الموجودة في المقبرة تختلف بشكل كبير عن العناصر المصرية التقليدية.
ويمثل هذا الاكتشاف تقدما كبيرا في استكشاف أسرار مصر القديمة، ويستمر في جذب انتباه المجتمع العلمي الدولي.