تم إيقاف السباحة المتحولة جنسياً ليا توماس رسميًا من المنافسة في أولمبياد 2025 بعد أن رفضت محكمة التحكيم الرياضية (CAS) التحدي القانوني الذي قدمته ضد سياسة النوع الاجتماعي للاتحاد الدولي للرياضات المائية. وقد أثار هذا القرار الجدل مجددا حول إدراج الرياضيين المتحولين جنسيا في الرياضات التنافسية، وكان له آثار عميقة على تطلعات ليا توماس.
في عام 2022، حققت توماس تاريخًا عندما أصبحت أول امرأة متحولة جنسيًا تفوز ببطولة السباحة في الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، مما لفت الانتباه الوطني وأثار المناقشات حول الهوية الجنسية في الرياضة. لكن طريقه للمشاركة في الألعاب الأولمبية واجه عقبات كبيرة. في قرار صدر مؤخرا، أيدت محكمة التحكيم الرياضية سياسة الاتحاد الدولي للرياضات المائية التي تمنع النساء المتحولات جنسيا اللاتي وصلن إلى سن البلوغ من المنافسة في الأحداث النسائية. وقضت المحكمة بأن توماس ليس لديها الحق في الطعن على هذه السياسة، مما يعني عملياً استبعادها من التجارب الأولمبية.
في يونيو 2022، أنشأت الاتحاد الدولي للرياضات المائية سياستها الخاصة بالنوع الاجتماعي، مما يسمح فقط للرياضيين الذين تحولوا قبل سن البلوغ بالمنافسة في فئات السيدات. وبما أن توماس بدأ انتقاله بعد أن مر بمرحلة البلوغ الذكري، فهو لا يندرج تحت هذه القواعد. كما قدمت المنظمة أيضًا فئة “مفتوحة” للرياضيين المتحولين جنسياً، على الرغم من أنها شهدت مشاركة قليلة.
وأثار إعلان حظر توماس ردود فعل قوية من مختلف القطاعات. أعرب المدافعون عن حقوق المتحولين جنسياً عن خيبة أملهم، ووصفوا القرار بأنه تمييزي وحرمان من الفرص الرياضية للنساء المتحولات جنسياً. وفي بيان صدر عقب القرار، أعربت توماس عن إحباطها قائلة: “إن الحظر الفارغ الذي يمنع النساء المتحولات جنسياً من المنافسة هو أمر تمييزي ويحرمنا من الفرص الرياضية القيمة التي تشكل جوهر هويتنا. وحثت الرياضيين المتحولين جنسياً الآخرين على الاستمرار في الدفاع عن حقوقهم.
وعلى النقيض من ذلك، أشاد منتقدو مشاركة توماس في الرياضة النسائية بالقرار باعتباره انتصارا للعدالة في الرياضة. وأشادت السباحة السابقة رايلي جينز، وهي من المعارضين الصريحين لأهلية توماس، بالقرار باعتباره انتصارا للنساء والفتيات في الرياضة.
ويعد قرار توماس جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا حيث بدأت الهيئات الحاكمة في مختلف الرياضات بفرض قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بمشاركة الرياضيين المتحولين جنسياً. ويشمل ذلك القرارات الأخيرة في ألعاب القوى وركوب الدراجات والتي تقيد أيضًا مشاركة النساء المتحولات جنسياً في الأحداث النسائية. يثير النقاش المستمر أسئلة حاسمة حول الإدماج والمساواة ومستقبل الرياضات التنافسية في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع التعامل مع فهم متطور للهوية الجنسية.
خاتمة
يشكل حظر ليا توماس من المشاركة في أولمبياد 2025 نقطة تحول في النقاش الدائر حول الرياضيين المتحولين جنسياً في الرياضة. وفي حين تكافح الرياضة لمواجهة هذه النكسة، فإن الآثار الأوسع نطاقا لمثل هذه القرارات سوف تستمر في التأثير على السياسات والمناقشات داخل المجتمعات الرياضية في جميع أنحاء العالم. إن النقاش حول الإدماج والمساواة لم ينته بعد، ويبقى أن نرى كيف ستتطور هذه القضية في السنوات القادمة.