شهد عالم المصارعة الحرة WWE ليلة مليئة بالإثارة والجدل بعد الأحداث المدوية التي هزت الحلبة وجعلت الجماهير في حالة صدمة تامة. في عرض غير مسبوق، تفجّرت الأمور بطريقة لم يكن أحد يتوقعها، عندما أعلن بول هايمان عن قرار مثير للجدل يقضي بإيقاف النجم الأسطوري CM بانك، بالتزامن مع هجوم شرس ومفاجئ من النجم الكبير رومان رينز، الذي فقد السيطرة على أعصابه وشنّ اعتداء جنوني داخل الحلبة، فيما تم تسريب لقطات فيديو حصرية من خلف الكواليس توضح تفاصيل اللحظات التي تم منع عرضها على الهواء مباشرة.

بدأت القصة عندما دخل CM بانك الحلبة وسط ترحيب جماهيري ضخم، حيث كان من المتوقع أن يُلقي خطابًا يكشف فيه عن خطوته القادمة بعد سلسلة من النزاعات مع الإدارة. لكن قبل أن ينطق بكلمة واحدة، انقطعت الأضواء، ليظهر بول هايمان على الشاشة العملاقة ويعلن أمام العالم بأسره أن CM بانك تم إيقافه عن العمل بشكل فوري بسبب ما وصفه بـ “انتهاكات صارخة لقواعد السلوك المهني داخل الاتحاد”. القرار نزل كالصاعقة على الجماهير، التي بدأت بالهتاف اعتراضًا وغضبًا، حيث يعد CM بانك أحد أكثر النجوم المحبوبين في تاريخ WWE.

لم يمض وقت طويل حتى تفجرت الأمور بشكل أكبر، حيث ظهر رومان رينز بشكل مفاجئ وقام بالاعتداء على CM بانك دون رحمة، مستخدمًا الكراسي الحديدية والطاولات، وسط صدمة المعلقين والمشاهدين. بدا رومان غاضبًا بصورة لم نرها منذ سنوات، مما أثار التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء هذا الهجوم العنيف. هل كانت تصفية حسابات شخصية؟ أم أن هناك أوامر عليا دفعته إلى تنفيذ هذا الهجوم؟

المصادر المقربة من الاتحاد أكدت أن العلاقة بين رومان رينز وCM بانك كانت متوترة منذ أسابيع، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها بانك في مقابلات سابقة، حيث انتقد فيها النظام الحالي للاتحاد وهاجم بشدة التحالف الذي يقوده رومان رينز والمعروف باسم “ذا بلادلاين”. التصعيد الكلامي بين الطرفين بلغ ذروته، مما جعل من الصدام العنيف أمرًا متوقعًا، لكن أحدًا لم يكن يتخيل أن يتم بهذا الشكل الوحشي أمام الكاميرات.

ومما زاد الأمور اشتعالًا هو تسريب مقاطع فيديو من خلف الكواليس، تم تداولها بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر لقطات حصرية للحظة التي تم فيها اقتياد CM بانك إلى خارج القاعة من قبل رجال الأمن، بينما كان يصيح غاضبًا ويهدد بكشف “حقيقة ما يجري داخل WWE”. تلك اللقطات كانت ممنوعة من العرض المباشر، لكن أحد المصادر داخل الكواليس سربها للجمهور، لتتحول إلى ترند عالمي خلال ساعات قليلة.

تفاعل الجمهور كان هائلًا، إذ انقسمت الآراء بين مؤيد لقرار الإيقاف، معتبرًا أن CM بانك تجاوز حدوده مرارًا، وبين معارضين يرون أن ما حدث هو محاولة لإسكاته، خاصة بعد أن بدأ يتحدث بصراحة عن قضايا داخلية تمس إدارة WWE. الهاشتاغات التي حملت اسم #FreeCMPunk و#RomanWentTooFar تصدرت الترند على تويتر، بينما امتلأت صفحات الفيسبوك والإنستغرام بنقاشات وتحليلات حول ما إذا كان هذا السيناريو جزءًا من عرض مكتوب أم أنه حدث حقيقي خرج عن السيطرة.

الخبراء في شؤون المصارعة رجّحوا أن يكون الاتحاد قد استغل التوتر الحقيقي بين النجوم لصنع سيناريو درامي يرفع من نسب المشاهدة ويعيد الاهتمام بالعروض التي شهدت في الآونة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في التفاعل. لكن التسريبات، التي أظهرت مشاهد بانك وهو في حالة انهيار نفسي، تدفع الكثيرين للاعتقاد أن ما حدث كان أكثر من مجرد عرض ترفيهي.

أما بول هايمان، فقد خرج بتصريح مقتضب بعد العرض، قال فيه: “نحن نحترم كل من يخدم WWE بإخلاص، ولكن لا أحد فوق النظام.” هذا التصريح أثار مزيدًا من الجدل، خاصة أنه لم يوضح ما هي الانتهاكات التي قام بها CM بانك والتي استوجبت هذا القرار الصادم.

من جانب آخر، لم يصدر أي بيان رسمي من CM بانك حتى الآن، لكن مقربين منه أكدوا أنه يستعد لعقد مؤتمر صحفي خلال الأيام القليلة القادمة، سيكشف فيه “حقائق صادمة” عن كواليس WWE، وقد يعلن خلاله قرارًا حاسمًا بشأن مستقبله المهني، بل وربما يلوّح بإجراءات قانونية ضد الاتحاد.

رومان رينز أيضًا يواجه الآن موجة من الانتقادات، خاصة أن سلوكه العنيف في العرض الأخير اعتبره البعض إساءة لا تتماشى مع موقعه كوجه رسمي للاتحاد. لا يُعرف بعد ما إذا كان الاتحاد سيقوم بمعاقبته أو ما إذا كان ذلك جزءًا من تطور في القصة، لكن الأكيد أن ما حدث قد غيّر مسار الأحداث في WWE بشكل جذري.

في الختام، تبقى الحقيقة غامضة في ظل تضارب الروايات، ويبقى الجمهور هو الطرف الأهم في هذه المعادلة، حيث يواصل التعبير عن غضبه ودعمه لنجمهم المفضل. أما WWE، فقد وجدت نفسها في عين العاصفة مرة أخرى، وسط تساؤلات لا تنتهي حول الشفافية والعدالة داخل أروقتها. الأيام القادمة ستحمل المزيد من المفاجآت، وقد تكون هذه الحادثة بداية لحقبة جديدة في عالم المصارعة، عنوانها: لا أحد في مأمن، حتى الأساطير.