إن تبجيل الأجساد غير الفاسدة هو جانب مهم من الكنيسة الكاثوليكية، فهو يأسر المتدينين والفضوليين على حد سواء. وتعني هذه الظاهرة أن بقايا بعض القديسين تقاوم التحلل وتحافظ على مظهر حيوي بشكل مدهش، وتعمل بمثابة تذكير ملموس بالقداسة والتدخل الإلهي.
ومن أشهر الأمثلة القديسة برناديت سوبيرو التي لا يزال جسدها غير فاسد في مزار لورد في فرنسا. منذ استخراجها، ألهم مظهرها الهادئ والطبيعي ملايين الحجاج الذين يسعون إلى اتصال أوثق مع الإله. كما أن جسد القديسة كاترين لابوريه، الموجود في باريس، يظهر حالة حفظ استثنائية لا تزال تثير دهشة المؤمنين والعلماء على حد سواء.
لا تمثل هذه الأجساد لغزًا بيولوجيًا فحسب، بل هي أيضًا شهادة روحية. ويرى المؤمنون فيهم مظهراً من مظاهر النعمة الإلهية، وعلامة على أن القداسة تتجاوز الحدود المادية. وبالإضافة إلى ذلك، تصبح هذه الآثار مراكز للحج، وتجذب أولئك الذين يسعون إلى تعزيز إيمانهم أو إيجاد الراحة في أوقات الشك.
ومن بين القديسين الذين لا تزال رفاتهم تثير دهشة الناس القديس يوحنا بوسكو في تورينو بإيطاليا، والقديسة ريتا من كاشيا، التي يرقد جسدها في مزار في أومبريا. ويظهر كلا الجثتين حالة من الحفظ تتحدى المنطق الطبيعي، مما يعزز فكرة أن حياتهما وعملهما كانا يتميزان بعلاقة خاصة مع الإله.
إن ظاهرة عدم قابلية الفساد ليست معفاة من الأسئلة العلمية. وقد حاول الخبراء تفسير هذه الحالة من خلال العوامل البيئية، أو طرق الدفن، أو حتى العمليات الكيميائية الطبيعية. ومع ذلك، في كثير من الحالات، تفشل التفسيرات العلمية في استيعاب حجم الظاهرة بالكامل. وهذا يترك مجالاً للتأمل الروحي، ويغذي الإعجاب والاحترام لهؤلاء القديسين.
ومن بين الحالات الجديرة بالملاحظة أيضًا حالة القديسة تريزا الأفيلية، التي تم تبجيل جسدها لعدة قرون، والقديس فنسنت دي بول، الذي لا يزال جسده في باريس يجذب الآلاف من الزوار كل عام. تسلط هذه الأمثلة الضوء على كيفية بقاء الآثار غير الفاسدة عبر الزمن، وربط أجيال من المؤمنين بالتراث الروحي للكنيسة الكاثوليكية.
إن استكشاف أسرار الأجساد غير الفاسدة يدعونا إلى التفكير في التقاطع بين المادي والإلهي. إن هذه الظواهر لا تعمل على تغذية التقوى فحسب، بل إنها تدعو أيضًا إلى حوار أعمق حول الإيمان، والغموض، وإرث القديسين في العالم المعاصر.
إن قائمة هذه الجثث الـ11 غير الفاسدة هي تذكير حي بكيفية قدرة القداسة على تجاوز الزمان والمكان، وتقديم الأمل والإلهام