في مدينة باليرمو، توجد مومياء تعتبر واحدة من أكثر الظواهر الغريبة التي حيرت العلماء والمهتمين بالأسرار. إنها مومياء روزاليا لومباردو، التي توفيت في عام 1920 عن عمر يناهز السنتين، وهي واحدة من أشهر المومياوات في مقبرة “المقبرة القديمة” في باليرمو. ما يجعل هذه المومياء محط أنظار الجميع هو الظاهرة العجيبة التي تحيط بها؛ إذ يقال إن عيونها لا تزال “تومض” بعد أكثر من 100 عام من وفاتها.

الظاهرة الغريبة التي يعتقد البعض أنها تشير إلى نوع من الحياة بعد الموت، أثارت العديد من الأسئلة حول أسبابها. على الرغم من أن علماء المومياء يعتبرون أن هذه الظاهرة ناتجة عن التحلل الطبيعي أو تأثيرات بيئية معينة على الأنسجة، فإن البعض يرى أن هناك شيئًا ما خارج عن المألوف يحدث. يُقال إن العيون تبدو وكأنها تفتح وتغلق بشكل غير طبيعي، مما يخلق انطباعًا بأن المومياء لا تزال حية.

توجد العديد من النظريات التي تفسر هذا الظاهرة. البعض يعتقد أن هناك مادة كيميائية استخدمها المحنطون في عملية التحنيط قد تسببت في الحفاظ على شكل العينين بشكل لا يصدق. آخرون يرون أن العيون قد تكون مجرد نتيجة للظلال أو التأثيرات الضوئية التي تساهم في هذا الوهم البصري. ومع ذلك، يظل سؤال “لماذا تومض عيونها؟” غير مجاب عنه حتى اليوم.
المومياء نفسها، التي تم تحنيطها بطريقة متقدمة جدًا في ذلك الوقت، تحافظ على ملامحها بشكل مذهل. شعرها، بشرتها، وحتى ملابسها تبدو وكأنها محفوظة بشكل غير طبيعي. هذه الحفظة الدقيقة هي جزء من سبب الاهتمام الكبير بها من قبل الزوار والعلماء على حد سواء.
رغم مرور أكثر من مئة عام على وفاتها، تبقى روزاليا لومباردو واحدة من أكبر الألغاز التي لم تجد إجابة قاطعة. هل هي مجرد صدفة علمية؟ أم أن هناك شيئًا غامضًا وراء ظاهرة “الرمش” التي تثير العديد من الأسئلة حول الحياة بعد الموت؟ تبقى هذه الظاهرة تثير الجدل والتساؤلات، مما يجعل مومياء روزاليا لومباردو واحدة من أكثر الألغاز إثارة في تاريخ التحنيط.